https://www.youtube.com/watch?v=CDrieqwSdgI
المسلسل هو هو واحد من اصدارات نيتفليكس الاصلية واللي مبني علي رواية بنفس الأسم بقلم والتر تيفس عام 1983 واللي علي حسب كلام تيفس اقتبسها من احداث حقيقية في حياته وبتحكي صراعاته مع فترات الادمان ومحاولات الهروب من عبثية الواقع والألم الصارخ للوعي.
في بداية المسلسل بتوصف بيث هارمون الشطرنج علي انه عالم محكوم ومحدد تقدر فيه تهرب من فوضي الحياة الحقيقية لحياة تانية تقدر تتحكم فيها، وبتعتبر الشطرنج هو وسيلة الراحة من آلم الوعي والوجود، الشطرنج والكحول والحبوب طبعاً.
المسلسل بيتناول نفس الخطوط العريضة اللي الرواية ركزت عليها، زي الطبيعة الهوسية للبطلة “بيث” وأزاي الناس بتاخد الشطرنج جد بزيادة لما بتواجههم مشاكل شخصية، أو لما يحاولوا يهربوا من حاجة في واقعهم، او التخلص من القلق عن طريق اعادة موضعته في شئ أمن نسبياً، زي الشطرنج!
الثيمة المضمونة للأوسكار!
المسلسل مستقصد، وبشكل واضح، انه يتبني كل ثيمات البيوجرافيز اللي بتقدر تاخد جوايز اوسكار.
الدراما اللي بتحصل في فترة زمنية تانية Period drama، وحاجة الانتاج انه يخلق الفترة الزمنية دي عن طريق الاهتمام بكل تفصيلة صغيرة، من شكل الشوارع والمباني والديكورات للازياء الريترو. والتفاصيل دي كل ما بتكون محكمة اكتر، كل ما بتقدر توصل المشاهد لحالة من الـ Delusion بتاخده من الواقع وتعيشه لفترة صغيرة في عالم تاني خالص، وده من اهم مكونات البيوجرافي اللي “يستاهل اوسكار”.
ده سبب تضليل للمشاهدين اللي افتكروا ان المسلسل بيحكي القصة الحقيقية لبطلة الستينات في الشطرنج. لكن الحقيقة ان كل الاحداث الواردة في المسلسل هي من وحي الخيال.
قصة قصيرة اسمها الادمان
الطريقة اللي المسلسل بني بيها شخصية “بيث” وعرض وفسر لطبيعتها الهوسية وقابليتها للادمان كانت مظبوطة جداً.
بداية ادمانها للحبوب في سن صغير جداً وكله تحت رعاية وتشجيع الملجأ اللي كان المفروض يحميها ويرعاها. وتوازي بداية الادمان ده مع تبنيها صورة قبيحة عن الأخرين وأخري مشوشة عن الذات.
واللي بيدفعها للهوس بالشطرنج، خاصة انها شاطرة جداً فيه، وبيخليها مدمنة علي الفوز زي ما يكون مقابل للفشل اللي حصل في حياتها الشخصية واللي مكانش ليها دور فيه.
في جزء من المسلسل بيث بتقول: “الشطرنج عالم كامل مكون من اربعة وستين مربعاً، أشعر فيه بالأمان، أستطيع التحكم به، أستطيع السيطرة عليه، ويمكن توقعه، فإذا تمت أذيتي، يمكنني فقط لوم نفسي”
والطريقة اللي بيتعامل بيها مع مشكلة الادمان بصورة مش نمطية وميلودرماتيكية زي الطرق اللي الشاشة غالباً بتتعامل بيها مع الادمان.
المسلسل بيتعامل مع الادمان علي انه مشكلة اعمق بكتير من مجرد مشاهد مشحونة بدراما مبالغ فيها، وبيحول انتباه المشاهد لحقيقة ان الادمان مشكلة طويلة وبتحتاج جهد ومساعدة مستمرة علشان الشخص يقدر يسيطر عليها، مش حتي يتخلص منها.
تجريد البطلة من التفاصيل المضللة من غير ما ننسي انها بنت
رغم ان المسلسل نجح في تجريد بيث من كل التفاصيل المضللة في رحلة الشطرنج والانتصار في لعبة بيسطير عليها الرجالة، الا انه منسيش انها بنت وليها جندر تقدر تحققه بالشكل اللي هي عايزاه.
كونها بنت وبطلة شطرنج مش بيخليها مجبرة علي انها تاخد شكل معين. المجتمع مش بيحدد شكلنا ومش بيحدد الدور الاجتماعي للجندر اللي احنا حابين ناخده.
وعلشان كدا المسلسل ادي البطلة طلات Hyper feminine وكل طلة منهم كانت في منتهي الجمال، بالاعتماد علي ريترو فاشيون ومن غير ما ننسي الـ Period drama اللي المسلسل بيحصل فيها.
الحياة مش أبيض وأسود
المسلسل بيتبني وجهة نظر موضوعية في اعتباره ان البشر مش اشرار وأخيار. وأن الحياة اكثر تعقيداً من اللونين الأبيض والأسود.
وعلشان كدا ادالنا كل الشخصيات في حيز رمادي تتداخل فيه المفاهيم عن الخير والشر ويجرد البشر من المفهومين المتطرفين دول ويحولهم لبشر برغبات واحتياجات من غير ما يتجاهل الاسباب والدوافع.
الأمريكان جامدين أخر حاجة، جامدين لدرجة تعصب احياناً!
المخرج حاطط كام عنصر ,كام مشهد كدا ملهمش اي تفسير غير انه تقريباً كان فاكر المشاهد هيشوفهم ويقول “يادين أمي علي جمدان الامريكان! لو لم اكن انسان عادي لوددتُ أن أكون أمريكياً جداً”
وكمان في كام مشهد كدا بيطلع فيهم الواد المز اللي البطلة بتحبه من وسط الجمهور وعامل بوز امريكاني كدا ولحظة صمت دراماتيكية يليها حضن جامد، وكلاشيهات أمريكاني أوي.
مش هنحرق النهاية، بس هنقولك رأينا فيها
صحابي اللي شافوا المسلسل معايا قالوا ان عندهم مشاكل مع النهاية وأنهم بيعتبروها نمطية، لكن انا شخصياً حبيت النهاية جداً وحبيت كل تفاصيلها، حتي التفاصيل اللي صحابي أعتبروها كلاشيهات ونمطية.
النهاية كانت الكأس المقدسة لرحلة البحث عن بيث هارمون، بغض النظر عن إشكاليات النمطية والكلاشيهات الدرامية اللي الناس بتعترض عليها في المسلسل، كمشاهد بيواجه ضغوط شخصية في حياته المسلسل ونهايته ادوني دفعة من السيروتونين قدرت تدفعني للاستمرار شوية اكتر في رحلة الحياة.
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.