آكل لحوم البشر، هنكلمكم عن جريمة بشعة وشنيعة ومحدش يقدر حتي يتخليها. طيب تخيل شخص كان عايز حد يقتله وياكله! حاجة غريبة ومرعبة مش كدا؟
احنا بقي هنحكيلك عن الشخص اللي كان بيدور علي حد ياكله.
تخيل أنك قاعد في المترو جمب واحد، شكله عادي جداً، راجل راجع تعبان من شغله وشكله بيفكر في حياته زي أي واحد تاني معاك في عربية المترو.
بس الشخص ده بيفكر دلوقتي إنه يروح يشوي حتة لحمة وياكلها علي العشا مع بطاطس مشوية وسلطة، حتة اللحمة دي هي آخر حتة باقية من الراجل اللي جاله من شهرين وطلب منه يقتله وياكله.
القصة مرعبة ومتخطرش أبداً علي البال، صح؟ بالذات لما يكون الشخص شكله عادي جداً ومفيش أي حاجة تقول إنه معتل نفسياً واجتماعياً، أو Sociopath عنده اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
جايبنلكم في المقال ده جريمة مرعبة وغريبة حصلت في ألمانيا سنة 2001 لما آكل لحوم بشر لقى شخص عايز حد يدبحه وياكله.
في سنة 2002 الشرطة الألمانية أقتحمت البيت اللي في الصورة ده، وهناك لقوا فريزر فيه لحم، افتكروا إنه لحم خنزير، لكن مع التحليل الجنائي اكتشفوا أن ده مش لحم خنزير، ده لحم بشري.
الدنيا من بعدها اتقلبت في ألمانيا، والرأي العام بقى مرعوب والموضوع مكانش بسيط أبداً. كان مليان تعقيدات قانونية وفلسفية وأخلاقية.
في الفيديو ده بيعملوا مقابلة مع أرمين مايفيس اللي بيحكي بكل بساطة وأريحية عن جريمة القتل وأكل لحوم البشر اللي ارتكبها في سنة 2001. لما تشوف أرمين في الشارع مش هتلاحظ أي حاجة غريبة. مجرد راجل عادي جداً وميبانش عليه أنه بيحب أكل لحوم البشر خالص.
أرمين كان عايز يحقق علاقة قوية مع إنسان تاني من خلال إن الإنسان ده يعيش جواه للأبد، وكان شايف أن ده مش هيتحقق غير لو أكل الإنسان ده وكذلك أرماندو، الضحية اللي راحله وطلب منه يتقبّل تضحيته ويقتله وياكله، كان عايز يحقق التواصل القوي ده ويضحي بذاته في مقابل أنه يعيش جوا شخص تاني.
ازاي عمل جريمته في أكل لحوم البشر
نشر بوست علي الإنترنت بيطلب فيه شخص علشان يقتله وياكله، شخص يكون جسمه رياضي وفي حدود الـ 18 أو الـ 30 من العمر.
الغريب أنه لقي ناس كتير عايزينه ياكلهم، لكن مكانش في أي ضحية منهم مناسبة لخيالات أرمين. لحد ما قابل أرماندو برينديس، واللي كان مهندس كمبيوتر من برلين، عايش حياة طبيعية جداً وناجح في شغله.
أرماندو استجاب للإعلان اللي علي الإنترنت وكان عايز حد ياكله، وتواصل مع أرمين واتفقوا علي الجريمة بكامل رضاه وكمان حط شروط علي الطريقة اللي عايزه ياكله بيها.
أرمين قابل أرماندو في محطة القطر وخده بعربيته للبيت وهناك شرحله بالظبط هيقتله ازاي وهيقطعه فين وياكله ازاي.
لكن أرماندو مكانش عايزه يقتله علي طول، طلب منه يقطعه وياكله وهو حي!!
أرماندو قلع هدومه علشان يخلي أرمين يشوف العشا بتاعه زي ما بيقول، وبدأ أرمين يقطع في جسمه وهو عايش.
في الفيديو الشنيع اللي كان بيصوره أرمين، واللي مننصحش أي حد يشوفه، بيظهر وهو بيقطع حتت من جسم أرماندو وهو عايش. الدم والصريخ كانوا مرعبين، بس بعد ثواني بطل أرماندو يصرخ وقال أنه مبقاش حاسس بأي ألم.
لكن الدم والموقف خلو أرمين متوتر جداً ومش عارف يعمل إيه، لحد ما مسك السكينة ودبح أرماندو.
شوي اللحمة وأكلها مع بطاطس ونبيذ أحمر وقال أن طعم اللحمة كان شبه طعم لحمة الخنزير بس أقوي.
القبض علي أرمين مايفيس والمحاكمة الغريبة
في سنة 2002 وصل بلاغ لشرطة ألمانيا من طالب جامعي حس إن إعلان أرمين علي الأنترنت مكانش هزار ولا حاجة وخاف يكون في جريمة بتحصل فعلاً.
بعد القبض علي أرمين، الرأي العام في ألمانيا دخل في حالة صدمة وغضب شديد. بس مكانش في أي قوانين في ألمانيا ضد جريمة أكل لحوم البشر.
كمان كان في مشكلة في القضية أن أرماندو كان راضي باللي بيحصل فيه وطلب من أرمين ياكله وجريمة القتل حصلت بكامل رضاه، وعلشان كدا مكانوش عارفين يعملوا إيه قانونياًَ في الجريمة اللي حصلت برضا الضحية دي.
اضطروا يغيروا القوانين ويحطوا قوانين ضد أكل لحوم البشر والقتل برضي الضحية.
اتحكم علي أرمين بالسجن مدي الحياة بتهمة القتل، واترفض الطعن في الحكم علي أساس إن الضحية كان راضي بالجريمة ومضحي بنفسه.
الجريمة المرعبة دي بتورينا أننا محتاجين ندرس الجريمة بشكل جديد ونفكر برا الصندوق علشان نفهم دوافع الجريمة في مجتمعنا المعاصر. وعلشان نفهم الدوافع الجديدة اللي اتخلقت في مجتمعات الرأسمالية وضعف السلطة وإحساس الفرد تجاه المجتمع.
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.