شهدت سنة 2020 ثورة مجتمعية بفضل قوة السوشيال ميديا ضد التحرش والاغتصاب. بدأ الموضوع بحساب على انستجرام بيوضح فيه حدوث حالات اغتصاب متتالية من شخص واحد على مدار السنين. حالة الانقسام في الرأي العام كانت مرعبة. جزء بيلقي الضوء على جرائم الاغتصاب وبيطالب بالعدل والقصاص، والجزء التاني متعاطف مع الجاني وشايفين ان حرام مستقبله يضيع وبيلوموا الضحايا على اسهامهم في الحوادث دي. الوعي زاد شوية مع الوقت ولما قصة الاغتصاب الشهيرة في أحد فنادق مصر طلعت للنور، لوم الضحايا كان أقل شوية، بس البحث عن فيديو للحادثة على المواقع الاباحية كان متصدر أكثر الكلمات بحثًا. وده شئ مريض لا يمكن السكوت عليه، عشان دي ظاهرة مجتمعية أكتر ما هيا حالات فردية.
دلوقتي احنا مع حادثة جديدة، ظهرت يوم 27 أغسطس على حساب أحد الفنانين، بيوضح فيها انه تم التحرش بيه جسديا من قبل دكتور أسنان شهير أثناء زيارته لعيادته، مع وجود أدلة مرئية تم تسجيلها على صور وفيديو. وفي نفس اليوم، صرح واحد من المؤثرين الاجتماعيين بانه أيضا تم التحرش بيه من نفس الدكتور بحجة انه لازم ياخد بنج كلي وساعتها قام بلمسه في مناطق حساسة. ردود فعل المجتمع تجاه الموضوع ده مختلفة جدًا. وهنا استوقفني الموضوع ده، المقارنة بين الرجالة والستات في حالة التحرش الجنسي بيهم.
التحرش بالستات: خوف من نظرة المجتمع
في خلال الكام شهر اللي فاتوا، حصل مجهود كبير جدا وحملات دعم على كامل المستويات عشان نشجع الستات اللي تم التحرش بيهم أو اغنصابهم انهم يوجهوا اتهامات رسمية لمتحرشيهم/مغتصبيهم. الحملات دي كان هدفها انها ترفع الوصم اللي فرضه المجتمع على المرأة. الكلام اللي هقوله ده مش من عندي، ده حدث بالفعل. في حالة التحرش بالستات، احساسها بالعجز في الموقف ده بيفوق كل التصورات، لأن الصدمة النفسية اللي بتتعرضلها وقت التحرش/الاغتصاب بتتضاعف أكتر مع نظرة المجتمع ليها. هي كانت لابسه ايه؟ هي ايه اللي وداها البيت معاه؟ هي لو كانت اتربت صح مكنتش كلمته لحد انصاص الليالي وسافرت معاه. أسئلة كتير مزعجة ومرعبة هدفها وصم المرأة وابعاد أي لوم عن الراجل بحجة انه “راجل يعني ومش قادر يسيطر على شهوته”. ده غير المشككين اللي بيطلبوا أدلة وبراهين قبل ما يصدقوا الضحية. يعني مش بس بيتم التحرش بيها/اغتصابها، لكن كمان بيتم وصفها بالعاهرة والكدابة.
التحرش بالرجالة: انا مش خ**، انا راجل.
خلينا نحلل فرق مستويات القوة والسيطرة على الموقف لما بيتم التحرش بالرجالة. في الحادثة بتاعة دكتور السنان، هل الفنان الشهير كان حاسس بالعجز؟ هل مشكلته مع حدوث التحرش معه هو ان تم اقتحام خصوصية جسمه أو ان اللي اتحرش بيه رجل؟ هل رد الفعل كان هيكون مختلف في حالة ان الدكتور ده كان ست؟ بالإضافة إلى انه اتمكن من تصوير الدكتور صورة وفيديو أثناء التحرش. ايه اللي خلاه يقدر في هذه الحالة يصور دليل غير انه عارف انه عايش في مجتمع ذكوري هيدعمه؟ ولو مكنش فيه دليل مرئي، هل المجتمع كان هيطلب منه اثباتات عشان نصدقه؟
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.