التبرع بالاعضاء ثقافة مش موجودة في عالمنا العربي بشكل كبير زي الدول الاجنبية و في ظل اهميته طبيا في ابحاث كتير, الموضوع بيتم طرحه كل فترة في مناسبات مختلفة و عمره ما فشل في انه يخلق نوع من الجدل و الاثارة مابين المصريين في هل هو حلال ام حرام؟ هل هو حق للمتوفي انه يقرر كده؟ طب ازاي يوثق رغبته دي؟ جبنالك كل التفاصيل و القرار ليك.
ايه اللي فاتك؟
امبارح الفنانة إلهام شاهين كانت في حفل توقيع كتاب «أعداء مصر الخمسة» للمستشار أمير رمزي، و اعلنت في الحفلة دي رغبتها في التبرع باعضاءها بعد وفاتها لاي شخص محتاج عشان تكون سبب في حياة كريمة لبني ادم يعاني و قالت
” بدل ما ياكلها الدود انا مش خسرانة حاجة”
إلهام شاهين ممثلة مصرية. ظهرت في العديد من الأفلام والمسلسلات المصرية وحصلت على جوائز مصرية وعالمية.
مش ده يعتبر تمثيل بالجثة و حرام شرعا؟
عشان العرب و المصريين تحديدا شعب متدين بطبعه فا ده كان السؤال الاهم المطروح في الجدل الموضوع حرام ولا حلال؟ عشان كده كان مهم نشوف اراء الشيوخ و دار الافتاء المصرية في الموضوع.. اللي الحقيقة اختلفو كتير جدا مابين عدم اجازة الموضوع تماما خوفا من تجارة الاعضاء و مابين اجازة الموضوع و لكن وضعوا لها شروط
رأي دار الافتاء المصرية
دار الإفتاء في مصر هي هيئة استشارية حكومية مصرية إسلامية تأسست كمركز للإسلام والبحث الشرعي الإسلامي في مصر عام 1313 هـ / 1895 م. يقدم الإرشاد والنصح الديني للمسلمين من خلال إصدار فتاوى حول قضايا الحياة اليومية والمعاصر.
قالت دار الافتاء انه من الوسائل الطبية اللي ثبت جدواها و فاعليتها في العلاج و الدواء و اجازت الموضوع سواء نقل الاعضاء من الحي للحي او من الميت للحي.. و اكدت دار الافتاء ان اجازة الموضوع بدافع الحفاظ على النفس البشرية و الذات مش لدافع التجارة بالاعضاء لان اعضاء الانسان هي امانة من الله واجب حسن استخدامها
و قالت كمان ان ده من باب احياء النفس و الايثار و التضحية فى قوله تعالى: ﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا﴾، وفى قوله سبحانه:﴿ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة﴾.
و شيوخ كتير ايدوا فتوى دار الافتاء و قالوها قبل كده في مجالس علم زي الشيخ علي جمعة مثلا و ده عضو هيئة كبار العلماء و الامام سيد طنطاوي و الشيخ نصر فريد واصل..
و شروطهم كانت:
1- الضرورة القصوى بحيث يكون ان اللي هيتم نقل العضو له يكون طبيا مفيش حل غير ان يتم نقل عضو من جسم اخر له مش نقل بدون سبب..
2- ان لو هيتم النقل من ميت لحي, يكون المتوفي متوفيا كليا و اجهزة جسمه كلها واقفة و مفيش احتمال لعودته للحياة.
3- ان يكون المتوفي موافق و مش مكروه على نقل عضو من جسمه لحد تاني بعد وفاته بتوصية منه و لكن بشرط تحديد الاعضاء اللي موافق عليها و ميكونش الجسم كله..
4- ان يكون نقل الاعضاء من الميت للحي او من الحي للحي لا يؤدي الى اختلاط الانساب زي الاعضاء التناسلية..
5- ان تكون العملية في مركز طبي متخصص في النوع ده من العمليات و مرخص قانونا..
6- ان محدش يدفع لحد فلوس, لا اللي هياخد العضو يدفع فلوس لاهل الشخص الاخر ولا اللي هيتبرع بالعضو يدفع فلوس.. و يتساوى في الموضوع ده الغني و الفقير.
رأي الازهر الشريف
مجمع البحوث الاسلامية في الازهر الشريف في اجتماعه ال 13 في سنة 2009 اكد على اجازة نقل الاعضاء من حي لحي او من ميت لحي حال توافرت شروط بعينها و هي نفس الشروط اللي حددتها دار الافتاء المصرية..
و اكد الازهر على حرمة الانسان حي او ميت و ان لا يجوز باي حال من الاحوال ان الموضوع يتم في شكل صفقة بيع و شراء بمقابل مادي.
و لكن فيه شيوخ ضد الموضوع زي الشيخ الشعراوي و الشيخ عمر عبد الكافي و الدافع بتاعهم ان جسم الانسان و اعضاءه هي ملك لله وحده و منعا للاتجار في الاعضاء.
القانون قال ايه في الموضوع ده؟
القانون المصري لزراعة الاعضاء لم يتم تفعيله برغم انه موجود من 2010 و لم يتغير و لكن بعد مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع في عمليات زرع الكلى بدأت تظهر بنود القانون ده و شروطه
1- لا يجوز نقل الاعضاء من مصريين لاجانب ما عدا المتزوجين في حالة مرور 3 سنين على الاقل و بعقد موثق قانونا.
2- حق المتبرع لو حي ان يغير قراره في اي وقت قبل العملية
3- عدم وجود مقابل مادي باي شكل من الاشكال
3- يمكن التبرع بـ7 أجزاء من جسم الإنسان وهي القلب والكبد والكلى والرئتين والبنكرياس والأمعاء الدقيقة والقرنية.
4- نفس فصيلة الدم و تناسب الوزن مع الطول.
5- ان يكون المتبرع او الموصي بالتبرع في كامل قواه العقلية
6- المتبرع خال من الأمراض المزمنة.
7- لو من الأقارب يكون من الدرجة الرابعة و لكن القانون سمح بأن تكون من غير الأقارب حال عدم وجود أقارب.
طب مين الممنوعين قانونا؟
1-أي شخص لديه مرض مزمن وخطير.
2-السن أقل من 18 عاما او فوق ال 50 عاما.
3-أصحاب العمليات الجراحية الكبرى.
ايوة يعني لو حد عايز يوصي بالتبرع باعضاءه يعمل ايه؟
بكل بساطة بيروح للشهر العقاري و يسجل رغبته في اقرار و خلاص لكن طبعا فيه شروط بسيطة و منطقية للاقرار و مبتختلفش كتير عن اللي قاله القانون
1- أن يتضمن الإقرار العضو المتبرع به من جسم المتبرع.
2- أن يتضمن الإقرار كل البيانات الشخصية للمتبرع زي بطاقة الرقم القومى و اسم المتبرع إليه وجنسيته وصلته بالمتبرع أو درجة قرابته إليه.
3- أن يكون التبرع دون مقابل مادي أو عيني
4- ان يكون المتبرع في كامل قواه العقلية و بارادته الكاملة.
طب لو حد محتاج يتزرع له عضو يعمل ايه؟
الحكاية بتبدأ لما الدكتور المختص بالمريض يقول له انه محتاج زراعة عضو و ساعتها بيكون على المريض و اهله انهم يجيبه المتبرع بنفسهم عشان يتعمل عليه التحاليل المناسبة و تعريفه بالتفاصيل كلها..
الموضوع بيحصل كمان في دول عربية كتيرة جدا و في دول اوربية زي فرنسا مثلا و موجود في مصر التبرع بالقرانية اينعم مش كتير لكنه موجود و بيتم استيراد القرانية من دول تانية كمان و مرضى كتير بيستفيدوا..
محدش يقدر ينكر دور الازهر و دار الافتاء المصرية و مدى مصداقيتهم و اجتهادهم لكن في الاخر هي حرية شخصية لو شخص مصر انه حرام او مش مرتاح للموضوع بكل بساطة انت مش مجبر على انك تعمله بالعكس تماما لكن كمان انت مش مضطر ابدا انك تقبل بالنوع ده من العمليات كحل في حالة احتياجك او احتياج احد قرايبك له.
في النهاية حابين نقول ان جمهور العلماء في دار الافتاء و الازهر اجمعوا على ان الموضوع جائز و لكن بشروط وضحناها..
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.