بعد كلام و قرار المخرج داوود عبد السيد اشتعل تاني الخلاف اللي عمره ما انتهى و لا اتوقع انه هينتهي هي السينما المصرية كويسة ولا وحشة؟ ماشية في الاتجاه الصح ولا محتاجة ضوابط و تحسينات معينة؟ طب هو ليه المخرجين الكبار اللي منهم المخرج داوود عبد السيد ممكن بيكون ليهم وجهات نظر مختلفة عننا؟ يلا نشوف تحليل وجهات النظر دي و نعرف احنا المفروض نعمل ايه و ايه دور المنصات الالكترونية.
ايه اللي حصل؟
المخرج الكبير داوود عبد السيد اعلن اعتزاله الاخراج نهائيا على الهواء في برنامج “في المساء مع قصواء” على قناة cbc و برر قراره ده و قال انه معترض على اهتمامات الجمهور الحالي و الجو العام لا يناسبه و لا يناسب طبيعة فكره و اعماله و وصف الاعمال الحالية انها اعمال معمولة للتسلية بس و منقولة عن الافلام الاجنبية و مفيهاش حاجة مهمة يستفيد منها المشاهد.
و من ابرز اعمال المخرج داوود عبد السيد “رسائل البحر” و ” الكيت كات” و “الصعاليق” و “البحث عن مرزوق” و اعمال تانية كتيرة.
كلامه كان لانه شايف ان في الاعوام الاخيرة في مصر بنشوف طفرة حقيقية في السينما و لكن على مستوى التكنولوجيا المستخدمة و الايرادات و ان اصبح اقبال الناس على نوعية معينة من الافلام منقولة عن الافكار الاجنبية اللي مفيهاش فكرة ولا هدف و لكن حبكتها قوية على حد تعبيره.
و لكن امله كان ان يحصل طفرة نوعية في السيناريو و التأليف و الاخراج. المخرج داوود عبد السيد كمان قال ان المشلكة مش في التمويل ابدا و لكن في ايه نوع العمل و و السيناريو اللي بيتم تمويله؟ و كان شايف ان خلاص الجو العام غير مناسب لطرح افلامه او افلام صاحبة قضية لان الشعب اصبح بلا هم و بلا قضية على حد تعبيره و اهتماماته اختلفت.
و رأيي ان في الوقت اللي التطور التكنولوجي ده بيحصل و اللي كان مهم جدا انه يحصل و ساعد في تطوير الصناعة خصوصا في اعمال الفانتازيا و الاكشن كان موجود فيروس كورونا اللي ادانا و ادى صناع السينما و الفن في مصر هدية من السماء و هي المنصات الالكترونية اللي بدورها ممكن تكون فرصة كبيرة اوي لاعمال كتيرة ممكن تكون غير تجارية او غير مناسبة لصالات و جمهور السينما في الوقت الحالي انها تتشاف برضو و يجيلها الاقبال اللي تستحقه و رسالتهم توصل من خلال المنصات دي لان جمهورهم مستنيهم في المنصات مش في السينما.
مع وجود المنصات الالكترونية الجديدة ليه ده ميساعدناش في التنويع في اسلوب تقديم الاعمال و التأقلم مع سبل التأثير على الجمهور الجديد؟ عشان يدي فرصة للاعمال الفنية الغير تجارية انها تتشاف و تنجح
و هنا بفتكر اوي لما تم عرض فيلم “الكيت كات” من اخراج داوود عبد السيد في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال ٤٣ التذاكر خلصت في وقت قصير جدا و كان فيه اقبال غير طبيعي و اعجاب من الناس اللي اغلبهم شباب من جميع الفئات فا هنا احنا قدام تجربة بتثبت ان الجمهور فعلا بيقدر الاعمال القيمة و بيشوفها لما بتجيله في الوقت و المكان المناسبين.
الناس اه مش زي زمان و مبقاش فيه خروجات مخصصة للسينما زي قبل كده عشان نشوف فيلم محمود ياسين او محمود عبد العزيز بس ده طبيعي و ابدا مبيهددش السينمات ولا بيقول ان المجتمع اصبح بلا هم او قضية بل بيقول ان الصناع امام تحدي كبير اوي لاثبات قدرتهم على توصيل فنهم ايا كانت الوسيلة منصة الكترونية او سينما او حتى تلفيزيون.
الايمان بالتغيير هو المفتاح و التسلية لا تعني الاسفاف!
بنشوف في الوقت ده اللي فيه نوعية اعمال السينما بتتغير شوية المخرج الكبير يسري نصر الله بيتعاون مع شاهد على اعمال جديدة بعد تجربته في حكاية “ماتقولش لحد” ضمن مسلسل نمرة اتنين و هو مخرج عبقري من الجيل الذهبي للصناعة الفنية المصرية و في الوقت نفسه كمان بنشوف مخرجين و صناع شباب فاهمين كويس اوي المعادلة ان الافلام عموما لازم تكون مسلية بجانب عرضها للمواضيع المهمة و في تجاربهم بيتعلموا ازاي ده ممكن يتحقق و كمان فاهمين ان لكل عمل مكان مناسب لعرضه مش كله سينما و مش كله تلفيزيون و مش كله منصات الكترونية.
و اكيد هنشوف و بنتمنى فعلا اننا نشوف المخرجين الكبار بيتعاونوا مع السبل الجديدة لعرض رسالتهم الفنية من خلال اعمالهم سواء لجمهور السينما او المنصات الالكترونية لانه في الاخر برضو هو نفس الجمهور و يستحق مننا الاهتمام و بنشوفه لسه مهتم من جميع فئاته العمرية انه يشوف الاعمال العبقرية القديمة على المنصات الالكترونية لانه مقدر اهميتها و قيمتها.
التعاون اللي هيخلق مزج كده مابين الشباب الجديد و الصناع الكبار عشان فعلا الفن يتطور و لو معرفناش نخلي التكنولوجيا تساعدنا في تطوير السيناريو نعرف ازاي ده ممكن يحصل من خلال الناس اللي عندهم خبرة و مازالوا مصدر الهام كبير للصناع و الفنانين الشباب و افراد المجتمع من كل عصر. و الاكيد ان العمل الفني الجيد لو مش تجاري فا لو تم تصميمه ليناسب جمهور المنصات الالكترونية هينجح نجاح كبير.. السر في طريقة التقديم عشان تناسب الجمهور المتنوع.
الصناعة اتطورت اه و لكن الناس متغيرتش بل طريقة التأثير عليهم و الوصول ليهم هي اللي اتغيرت و مازال مفهوم العمل الفني القيم واحد لم يتغير و مازالت الناس بتنجذب للاعمال صاحبة القضية و الامثلة كتير
و هنا نيجي لسؤال هو المجتمع اللي بيأثر على السينما ولا السينما هي اللي بتأثر على المجتمع؟
سؤال جدلي و عمرنا ما اتفقنا فيه على اجابة و قرار اعتزال المخرج داوود عبد السيد اعاد طرح السؤال تاني. و بينقسم الناس هنا لاراء كتير جدا مش في مجال عرضها و لكن التأثير متبادل يعني قضية مطروحة في الرأي العام المصري و الشعب بيتكلم عليها فا الاعلام يناقشها فا تقوم السينما واخداه تعرضه في عمل فني بابطال الشعب بيحبهم و يناقشوا الموضوع من كل جوانبه و يوصلوا في نهاية الفيلم لانتصار الفكرة اللي فيها الصالح العام و توضيحها كاملة لبقيت الاطراف مش شرط اقناعهم. و احيانا الافلام هي اللي بتبدأ الحوار و بتكون الفعل مش رد الفعل.
فا تتحول الصناعة سواء في السينما او على المنصات الي ساحة للحوار المجتمعي الايجابي اللي فيه كل وجهات النظر اللي بتعبر فعلا عن الشارع المصري و كمان بتقدمله حلول (بتعلمه و يستفيد منها) و كمان اخيرا لقينا الاقبال على السينمات و لقينا مكاسب مادية و لقينا ثقافة بتتغير و جهل بيقل و ارهاب بيضعف و يختفي.
و لكن ده بشرط عرض العمل الفني في مكانه المناسب سواء سينما او تلفيزيون او منصة الكترونية.
المخرج داوود عبد السيد بس اللي شايف كده؟
ايد قرار و وجهة نظر المخرج الكبير داوود عبد السيد عدد كبير من اهم رجال صناعة السينما و اهم النقاد الفنيين زي المنتج محمد العدل و المخرجة هالة خليل و الناقد عبد الله غلوش و طارق الشناوي.
المنتج محمد العدل قال على الفيسبوك عنده تعليقا على قرار الاعتزال ان رغم حزنه على اعتزاله و لكنه قرار سليم و متناسب مع المعطيات الموجودة حاليا.
و المخرجة هالة خليل عبرت عن حزنها و قالت:
خبر حزين، انقذوا السينما النظيفة
اما الناقد طارق الشناوي في مداخلة لقناة صدى البلد قال:
أنا أول مرة أعرف الخبر دلوقتي .. داوود عبد السيد بالفعل بقاله عدة سنوات بعيد عن الاستديوهات، لكن واحد زيه مينفعش يعتزل، وهو مطلوب لحد الآن ورأيي انه لازم كلنا نطالب بعدم ابتعاده، لأن اعتزاله مش مجرد اعتزال أحد المخرجين .. اعتزاله إهانة كبيرة لينا كلنا
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.