لما بيكون فيه فيلم او عمل فني بيناقش المعاناة و الظلم اللي بيتعرض له الشعب الفلسطيني دايما بيكون فيه خلاف و اختلاف على التفاصيل اللي العمل ده مقالهاش او ظلمها او ركز عليها زيادة عن اللازم بدرجة اخلت بهدف و معنى الفيلم و القضية الفلسطينية من وجهة نظر البعض و ده عشان الشعوب العربية حساسة و القضية الفلسطينية بالنسبالهم قضية وجود و مفيش اهم منها بيجتمع عليه العرب
و ده اللي حصل مع فيلم اميرة اللي تم ترشيحه لتمثيل الاردن بمسابقة جوائز الاوسكار. يلا بينا نعرف اللي حصل و هل الموضوع يستاهل ولا لازم نسمع للمنطق و نفهم دور الفن؟ و هل دي اول مرة نسمع اعتراضات من الشعب الاردني عن اعمال فنية؟
خلونا نعرف الاول ايه هو فيلم اميرة و ايه قصته
بيحكي الفيلم قصة بنت فلسطينية اسمها أميرة اتولدت عن طريق تهريب نطفة معتقل فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية، لكن بعد مدة اكتشفت أن النطفة المهربة كانت بتاعت ضابط إسرائيلي مش للسجين الفلسطيني اللي المفروض بيكون ابوها.
الفيلم من بطولة بطولة الممثلة الأردنية صبا مبارك والممثلة الفلسطينية الأردنية تارة عبود في دور أميرة والممثلين الفلسطينيين صالح بكري وزياد بكري وعلي سليمان. و من إنتاج فيلم كلينك (محمد حفظي)، و هو انتاج مصري اردني فلسطيني مشترك.
و نافس الفيلم في مسابقة «آفاق» خلال الدورة الـ 78 من مهرجان ڤينيسيا السينمائي الدولى، الذي أقيم خلال الفترة من 1 وحتى 11 سبتمبر الماضي..وفاز ب3 جوائز.. كما عرض في مهرجان الجونة مؤخرا.
جميل اوي.. ايه بقا اللي حصل؟
اللي حصل ان بعد ترشيحه لتمثيل الاردن بالوسكار اثار الجدل مرة تانية و المرادي السوشيال ميديا كان لها دور كبير اوي من خلال حملة هاشتاج #اسحبوا_ فيلم_أميرة من رواد و مستخدمي السوشيال ميديا من العرب و تحديدا الاردن و فلسطين بيدعوا فيه انه يتم وقف و سحب الفيلم و انه لا يمثل الاردن في الاوسكار و ده رغم مشاركة الاردن في انتاجه و تصويره على ارضها و موافقتها على ترشيحه باسمها في الاوسكار.
في أي صراع، يسعى الأعداء لصناعة روايتهم ورموزهم المشتركة. يحتاج الطرف الأضعف في هذا الصراع أكثر لصناعة روايته التي قد تكون أهم سلاح له في ظل ضعفه المادي.
الفلسطيني لا يحتاج لعناصر متخيلة لروايته، فلديه من الرموز الحقيقية ما يكفي. واحد من هذه العناصر هم الأسرى.#اسحبوا_فيلم_أميرة— فراس أبو هلال (@FerasAbuHelal) December 8, 2021
و كمان اصدرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين بيان فيه بتعبر عن استياءها من تداول الفيلم و قصته اللي اعتبروها رواية الاحتلال مش الرواية الحقيقية الفليسطينية. و قالوا كمان في بيانهم ان قضية “النطف المحررة” هي قضية اثارت جدل كبير في السنوات اللي فاتت عن براعة الاسير الفلسطيني في كسر حاجز السجن و هي قضية اهتم بيهلا العالم.
قالوا كمان في بيانهم ان لو صناع الفيلم نيتهم كويسة مكانوش هيسلطوا الضوء على الجانب السلبي بل كانوا هياخدوها من الجانب الايجابي اللي بيظهر ذكاء الاسير الفلسطيني و نضاله و اصراره على الحياة بكرامة.
و دعت مؤسسات الاسرى الفلسطينيين الشعب الفلسطيني برفض الفيلم لانه مسئ لقضيتهم و مينفعش ابدا يتم عرضه بفلسطين و قالت في بيانها ان رفض الشعب الفلسطيني للفيلم هيكون هو الرد الاقوى على صناع فيلم اميرة.
و الموضوع موقفش لحد هنا بل كمان خاطب رئيس وزراء فلسطين محمد أشتية الحكومة الأردنية رسمياً بخصوص فيلم اميرة، عشان يجتمع الاطراف الأردنية والفلسطينية، يوم الأحد المقبل، لـمنع إنتاج أفلام مسيئة للأسرى وللقضية الفلسطينية
و كمان وزارة الثقافة الفلسطينية ادانت الموضوع لانه ينافي الحقيقة
وزارة الثقافة: “فيلم أميرة ستكون له انعكاسات خطيرة على قضية الأسرى، وبخاصة أنها تسيء لعائلاتهم بعد إنجابهم الأطفال من عملية تهريب النطف”#اسحبوا_فيلم_أميرة
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 8, 2021
ردود الفعل بالأردن
نقابة الصحفيين في الاردن طالبت البرلمان الاردني بموقف واضح و سؤال الحكومة بتوضيح رأيها عن الفيلم و قال نقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة عن حزنه لترشيح فيلم اميرة لتمثيل الأردن في جائزة الاوسكار، و اكد ان تصوير مشاهد الفيلم في الأردن وتمثيله في المهرجانات السينمائية العالمية هو إساءة لدماء الشهداء الأردنيين الذين قضوا في سبيل الدفاع عن فلسطين، واساءة لنضال الاسرى.
رد صناع الفيلم
و رد المخرج محمد دياب و صناع الفيلم في بيان مشترك بان من المعروف ان الفيلم مثير للجدل لحساسية القضية اللي بيناقشها و عشان كده قالوا في بدايته انه من وحي الخيال و لا يمكن أن تحدث، فالفيلم بيخلص بجملة تظهر على الشاشة “منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة”.
و قال ان أسرة الفيلم مسابتش الموضوع من غير توضيح بل أكدت بالجملة دي ان الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة. و قالوا كمان ان عمر البطلة في الفيلم ١٨ سنة يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في ٢٠١٢.
مين محمد دياب مخرج الفيلم؟
محمد دياب سيناريست ومخرج حاصل على عدة جوائز، بتسلط اعماله الضوء على مشكلات المجتمع المصري، بدايته كمؤلف جاءت مع فيلم الجزيرة (2007) ، و بعدها سيناريو افلام بدل فاقد وألف مبروك. بداياته كمخرج كانت في 2010 بفيلم 678 واللي اعتبرته مجلة نيويورك تايمز مُبشراً لثورة يناي، وفي 2016 قدم فيلم اشتباك اللي نافس في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته 69
القرار النهائي بخصوص الفيلم
من ساعات و بحسب الهيئة الملكية الاردنية للافلام تم سحب الفيلم و منعه من تمثيل الاردن بالاوسكار و ده استجابة للمطالبات اللي كانت علو السوشيال ميديا و اكدت الهيئة في بيانها انها تؤمن ان الفيلم لا يهين القضية الفلسطينية ولا يقلل من شأنها و شأن الاسرى الفلسطينيين بل بيسلط الضوء على محنتهم و مقاومتهم و ده كان رأي اللجنة اللي تم تشكيلها لمناقشة الافلام و اختيار ما سيمثل الاردن بالاوسكار
و قالت برضو ان سحب الفيلم بناء على الاعتراضات الشديدة مش لانه بيسئ للاسرى الفلسطينيين و لكن ده قرار لاحترام مشاعرهم
اشمعنا الاعتراض دلوقتي؟
اشمعنا الجدل ده دلوقتي خصوصا بعد ترشيحه للاوسكار؟ ليه مش من قبل كده في مهرجان الجونة مثلا او فينيس؟ حتى الفيلم غير متاح للجمهور العام لسه ده للجمهور اللي حضر المهرجانات دي و اللي كلهم اجمعوا انه فيلم حلو و تلقى صناعه تحية كبيرة و الاختلافات فيه هي اختلافات فنية مش في الجوهر. و ايه اصلا المصلحة من انهم يهينوا القضية الفلسطينية و الاسرى الفلسطينيين على حد تعبير البعض من المعارضين؟
و هل الرأي اللي يبدو انه عام و يبدو انه رأي اغلبية هو رأي اغلبية فعلا؟ ولا الامور قد تبدو على غير حقيقتها خصوصا ان المشاهد اللي شاف الفيلم بالفعل لم يعارض؟
طب هل دي اول مرة الشعب الاردني يرفض عمل فني و يطالب بمنعه؟
الاعتراض المرادي مكنش من الفلسطينيين بس بل كمان من الشعب الاردني الشقيق اللي اكيد له وجهة نظر و لكن كان كمان الاعتراض على مسلسل “مدرسة الروابي للبنات” اللي كان من انتاج نتفليكس مؤخرا. و كان سبب الاعتراض انه لا يعبر عن الثقافة العربية و الاردنية من انواع مشاكل البنات و الصراعات اللي تم عرضها بالمسلسل.
على الرغم من ان عدد كبير جدا من اللي شاهدوا المسلسل لم يجدوا فيه اي اهانة بل بعض البنات اللي اتكلموا قالوا ان دي مشاكل فعلا تعرضوا لها و هي حقيقية و لكن لم يجرؤ احد على مناقشتها لدرجة ان اصبح الوعي بانها مش موجودة. و لكن على العكس اعتراضات كتير طالت المسلسل و بطبيعة الحال الاعتراض دايما بيكون صوته عالي لدرجة ان كان برضو فيه مطالبات بايقاف المسلسل في الاردن.
و كان رد مخرجة العمل تيما الشوملي في ندوة مدرسة الروابي بمهرجان القاهرة السينمائي
الفن أذواق وطرح قضايا ليست مطروحه تلاقى هجوم أحيانا، ويوجد أناس لا يحبون الاعتراف بالمشاكل، وبيبقوا فى حالة إنكار طول الوقت وده فن
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.