فيلم الأنسة حنفي يعتبر واحد من الأيقونات الفنية المهمة ومن أفضل 100 فيلم في السينما المصرية.
إلي جانب الكوميديا الكلاسيكية والإيفيهات الخالدة والشخصيات اللي هتفضل عايشة علي طول، الفيلم بيناقش قضية، كانت في وقت صدور الفيلم، جديدة وجدلية جداً، وهي قضية العابرين جنسياً.
إسماعيل يس كان عامل دور الست حلو أوي لحد ما الناس صدقته وحبت شخصية الست منه لدرجة أنه عمل الشخصية دي في افلام تاني كتير بعد كدا.
علشان تفهم القصة الحقيقية اللي الفيلم مستوحي منها والفروقات ما بينها وبين قصة الفيلم، اقري مقالنا اللي بيشرح الفرق بين العبور وتصحيح الجنس في المقال ده، اضغط هنا.
قصة فيلم الأنسة حنفي
الفيلم بيتكلم عن حنفي، الشاب الرجعي والذكوري اللي بيتحكم في مرات أبوه “فلة” وبنتها “نواعم” اللي بتقوم بدورها ماجدة. مطلع عنيهم ومقفل عليهم وخانقهم في حياتهم بحكم أنه الراجل وأنهم حريمه.
بضغط من أبوه يضطر حنفي يوافق علي جوازه من نواعم، اللي شايفها زي أخته، واللي اصلا مش بتحبه ولا بتطيقه خالص. من حسن حظ نواعم، يصاب حنفي بمغص شديد في ليلة الدخلة ويتنقل المستشفي وهناك تتعمله عملية جراحية ويتغير جنسه من ذكر لأنثي عن طريق الخطأ. وبكده حنفي بقت فيفي.
فيفي تدخل الحارة وكوميديا التأقلم مع جنسها الجديد
قصة الفيلم تكمل في اطار كوميدي عن ازاي فيفي بتتأقلم مع جنسها الجديد وازاي العيلة وأهل الحارة بيتكيفوا مع الست الجديدة وسطهم. ولأن دلوقت فيفي هي الأخت الكبيرة فمكانش ينفع أختها الصغيرة نواعم تتجوز قبلها وبالتالي الخاطبة تفضل تبعت لفيفي عرسان يهربوا كل ما يشوفوها. ولأن لكل فولة كيال، الواد ابوسريع وحسونه بيه، اللي كانوا صحاب حنفي قبل العبور الجنسي، بيبدأوا يحبوا فيفي ويتنافسوا علي قلبها. وفيفي بتحب الواد أبو سريع “الشاويش عطية”.
أحداث من الدراما والكوميديا والرومانسية تكمل لحد ما فيفي تتجوز الواد أبو سريع اللي بتحبه وينتهي الفيلم في مشهد جواز جميل بعد ما فيفي تخلف أربع توائم.
تدخل الدولة لمنع اسماعيل يس من أداء دور الست في أفلامه
في كتاب اسماعيل ياسين “سيرة درامية” يقول الكاتب ماهرالزهدي:
“وفجأة تكالبت على إسماعيل ياسين أدوار المرأة فى عدد كبير من الأفلام السينمائية، فقدم “الست نواعم، الآنسة حنفى، ليلة الدخلة، مملكة النساء، إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين، دهب، مغامرات إسماعيل ياسين، فاعل خير” وقد نجح نجاحا مذهلا فى أداء هذه الشخصية بكل ملامحها وحركاتها وتنوع دور المرأة فيها، وقد أدى ذلك دون ابتذال أو خروج عن حدود اللياقة والأدب، لكن لما زاد الأمر عن الحد، واقترب من أن يصبح ظاهرة جديدة، حيث وجد المنتجون والمخرجون يقبلون عليه من جديد بعقود أفلام يقدم فيها دور المرأةـ اضطر إسماعيل إلى إيقاف ذلك، بل إن الرقابة على المصنفات الفنية نفسها فى مايو 1958 أنذرت منتجى أفلام إسماعيل ياسين بأنها سترفض أى قصة يظهر فيها إسماعيل ياسين فى دور امرأة”.
ويقال كذلك أن زوجة سمعة نصحته يرفض أي دور ست يتعرض عليه لأن ده هيسجنه في الشخصية وهيخلي وجوده في عقلية المتفرج محصور في الدور ده، وطبعا ده هيكون أكبر جريمة ممكن تحصل في حقق الممثل.
لو كانت زوجة سمعة قالتله كدا فعلا فهي ست ذكية جداً وحكيمة.
نرجع لفيلم الأنسة حنفي، كنت تعرف ان الفيلم مستوحي من قصة حقيقية عن أول عبور جنسي في مصر؟
بص يا سيدي، في 1947 طلع الباحث في التراث المصري أيمن عثمان، صاحب كتاب موسوعة تاريخ مصر، وعبر مجلة “المصور”، عدد مايو عام 1947 كتب عن قصة جديدة جداً علي الشارع المصري وقتها، وهي قصة أول تصحيح جنس من أنثي لذكر في مصر.
حكاية فاطمة والأستاذ علي
ووفقاً لأيمن عثمان فإن فاطمة إبراهيم داود ابنة قرية “ميت يعيش” مركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، توفي والدها وهي عندها عشر سنين ، وسابها مع تلات اخوات بنات اصغر منها. بعد فترة قصيرة الأم اتجوزت وسابت البنات لجدتهم تربيهم. الجدة اتوفت بعد وقت قصير ومعادش في حد ياخد باله منهم.
فاطمة خرجت تشتغل وتصرف علي اخواتها البنات من سن صغير جداً. والست اللي بميت راجل طبيعي تكون محل تقدير أهل القرية. بعد شوية في رجال كتير اتقدمولها واتخطبت فعلاً لفلاح أسمه عبدالصمد وقبل الجواز بشوية كانت المفاجأة…
فاطمة أصرت متكملش في خطوبتها من عبدالصمد وصارحته شخصياً أنها مش هتنفع تكون زوجة وصارحت أهلها أنها معندهاش أي مشاعر ناحية الرجالة وان مشاعرها بتتحرك ناحية الستات وأن جسمها مش بيبان عليه أي علامات أنوثة خالص.
تم عرض فاطمة علي الدكتور جورجي إلياس في مدينة الزقازيق واللي شك في انوثة فاطمة. ابن العمدة، الطالب في كلية الطب، تطوع لتوصيل فاطمة إلي مستشفي القصر العيني في القاهرة علشان تتعرض علي دكاترته هناك.
الأنسة فاطمة بقت الأستاذ علي
في مستشفي القصر العيني اتحجزت فاطمة علشان تعمل عملية جراحية ضرورية. وبعد العملية بقي ذكر وسمي نفسه “علي داود ابراهيم” وبقي رسمياً “الأستاذ علي” وخطب جارته “فاطمة محمد”.
البنداري يحول قصة الأستاذ علي لفيلم الأنسة حنفي
من المعروف عن السيناريست جليل البنداري أنه بيستخدم قصص حقيقية علشان يبني أفلامه. وزي ما استخدم قصة الفلاح البسيط اللي اشتري التروماي علشان يكتب فيلم العتبة الخضراء وبدل ما يخلي الصفقة مجرد تروماي، بالغ في القصة وخلاه اشتري ميدان العتبة كله.
ودي برضه من خواص اسلوب البنداري في الكتابة السينمائية. بيميل للمبالغة كشكل كاريكاتيري علشان يعبر عن فكرته ويوصلها للمشاهد في صورة كوميدية يهضمها بشكل أفضل ويتستمتع بيها.
وعلشان كدا اختار البنداري إن عملية تصحيح الجنس تكون عملية عبور جنسي وتبقي في اتجاه الأنثي مش الذكر زي القصة الحقيقية. وده غالباً لأنه زي معظم الناس كان شايف أن العبور للأنثي أكتر اثارة وجدلية وبالتالي هيكون محتوي مثير أكتر.
لو مكنتش شوفت فيلم الأنسة حنفي يبقي لازم نرشحهولك بقوة. الفيلم جميل جداً وممتع والكوميديا فيه مش طبيعية، غير طبعاً شخصية فيفي اللي تموت من الضحك.
What do you think?
It is nice to know your opinion. Leave a comment.