من يومين بالظبط، أحمد ممدوح علي ، ضحية التجمع، نزل فيديو علي صفحته الخاصة علي الإنستجرام علشان يحكي حكاية تقطع القلب عن عشوائية الظروف وقسوة الناس وإنعدام الرحمة.

الفيديو اللي عنوانه “رجلي ومستقبلي ضاعوة بسبب عيل صغير” بيحكي عن حادثة العربية البشعة اللي أحمد مر بيها من سنتين.

لما كان قاعد علي الرصيف في التجمع التالت، وجه عيل صغير عنده 15 سنة، سايق عربية بسرعة جنونية، وعدي علي رجليه الأتنين.

أحمد، اللي كان عنده 20 سنة بس وقت الحادثة، حصله تهتك شديد في الأنسجة والعضلات وكسور متعددة في عضم الساقين، غير كسور في أيده الشمال. 

التهتك والكسور اللي حصلت في رجليه خلت الدكاترة يقرروا بتر رجله من عند الكاحل. لكن أحمد كان مرعوب وفي صريخ هستيري من الألم اللي في رجليه ومن فكرة بترهم، كان بيقول:

لاء، متقطعوش رجلي…لاء.

العلاج كان هيتكلف مبالغ كبيرة. وأحمد طالب في الجامعة، وبيشتغل مدرب في جيم، وأهله ناس متوسطيين، ومكانوش هيقدروا يتكلفوا بعلاجه. 

جات دورية مباحث وخدت الولد اللي كان سايق والناس صورت العربية

أهل الولد الصغير، اللي كان هيقطع رجلين أحمد، كانوا موجودين في المستشفي معاه وأبنهم كان محبوس، لما دخل أبو الولد ومعاه حد بدفتر وحاول يمضي أحمد علي ورقة رغم أن صباع أيده مكسور. أحمد صرخ من ألم صباعه ولما مامته دخلت عليه الأوضة، خدوا الورقة اللي مضوا أحمد عليها، ومشيوا وهما بيزعقوا في مامته:

متحطيش أيدك علي الدفتر بتاعي، أنا ممكن أحبسك.

أهل الولد وعدوا أنهم هيتكلفوا بعلاجه بالكامل. ودي أقل حاجة كان ممكن يعملوها، بما أن معاهم فلوس يجيبوا عربيات لأبنهم المراهق، اللي بيسوق بسرعات جنونية، وبيقطع في رجلين الناس.

لكن بعد كدا أهل الولد دول أختفوا وأحمد دلوقت محتاج عمليات كتير علشان يقدر يمشي علي رجليه ومش قادر يعملها

أبو أحمد كلم أهل المجرم الصغير علشان يعرف ازاي هيعالجوا أبنه اللي مستقبله بيضيع، لكن مكانش حد بيرد. لحد ما أبو الولد رد وقاله:

بقي أنت عايز تحبسني! طيب شوف مين هيعالج أبنك.

وناس من جهة الأسرة عديمة الرحمة دي تعدوا بالضرب علي أهل أحمد في مستشفي عين شمس التخصصي ودخلوا عليه وهو في أشد أوقات ألمه علشان يزنقوه ويمضوه علي ورقة غصب عنه.

فين حق أحمد ممدوح علي؟ ومين اللي مسئول يجيبلنا حقه؟

قضية أحمد واضحة وبسيطة والمجرمين معروفين، وفي دورية مباحث عملت تحقيقاتها، ومعانا صور العربية.

يبقي ليه أحمد بقاله سنتين بيتمرمط علي المستشفيات بين دكاترة إستغلالين، بيبوظوا رجليه وهو أصلاً مش قادر يعالج نفسه؟

ليه نسيب شاب عنده النهاردة 22 سنة، وكان بطل ألعاب قوي، يخسر مستقبله ورجليه، علشان عيل طايش أهله جابوله عربية يدوس بيها علي خلق ربنا؟

حق أحمد في رقبة كل واحد فينا، مش بس الأسرة اللي معندهاش قلب، اللي قررت تقف ضده وهو مظلوم، وتمضيه علي ورق وهو مكسور وفي أفظع أوقات ألمه، لمجرد أن عندهم أبن مش متربي.

احنا نقدر نعمل أيه علشان نجيب حق أحمد ممدوح علي؟

بهاشتاج #معاك_يا_أحمد، السوشيال ميديا كلها بتشارك الفيديو الحزين، اللي أحمد عمله علي صفحته علي الإنستجرام، بعد ما فقد الأمل في أنه يجيب حقه من الناس اللي ظلمته ودمرت مستقبله. وبعد ما فقد الأمل في أنه يتعالج في منظومة معقدة من الظلم والإستغلال: سواء الإجتماعي أو الطبي.

أنت تقدر تعمل أيه علشان تساعد؟

أنت تقدر تشارك فيديو أحمد، تقدر تتكلم عن اللي حصل.

أحنا كرأي عام لينا قوة جبارة، لازم نفهمها ونقدرها، ونستخدمها.

أتكلموا عن أحمد ممدوح علي، ومتنسوش أسمه. كرروا أسمه في كل مرة بتحكوا فيها حكايته لحد، ووجهوا كلامكم للمسئولين عن قضية أحمد علشان تتاخد فيها خطوات حقيقية. أحنا عايزين نشوف العدل بيتحقق.

العدل أن أحمد يتعالج ويبقي كويس، وأن الناس اللي ظلموه يتعاقبوا ويتكلفوا بعلاجه، وأن المجتمع يدينهم. لازم القسوة وإنعدام الرحمة اللي في قلوبهم دي تبقي العار اللي هيمشوا بيه طول عمرهم.

كلمتك كمواطن مهمة جداً وكل مشاركة، وكل بوست بيتكلم عن قضية أحمد مهم جداً. لأننا نقدر نغير الواقع المظلم اللي هو عايش فيه النهاردة ونجبله حقه.

أحمد فقد الأمل وتعب من الظلم والقسوة، ولجألنا في أشد أوقات حزنه وألمه ولو موقفناش جمبه كلنا النهاردة هنبقي شاركنا في ظلمه ومش هنفرق حاجة عن الولد اللي كان هيدمر مستقبله ورجليه، ولا هنفرق حاجة عن الأسرة اللي أنعدمت في قلوبهم الرحمة وزنقوه زي الكلاب علشان ينهشوا في لحمه.

أحكي حكاية أحمد ممدوح علي، قول أسمه، أحكي التفاصيل، قول أنه مظلوم وأن حقه لازم يرجعله، شارك الفيديو بتاعه بهاشتاج #معاك_يا_أحمد. نفس الهاشتاج اللي أحمد عمله علشان يحس أنه مش لوحده وأن الناس في ضهره.